التاريخ الفلسطيني. الروابط بين الفرنسيسكان والمجتمعات المحلية من خلال مجموعات متحف الأراضي المقدسة.
منذ وصول الفرنسيسكان إلى الاراضي المقدسة في القرن الثالث عشر، شاركوا عن قرب في حياة المجتمع المحلي في مجالات تجاوزت الخدمات الروحية والليتورجيا. يوجد العديد من الأنشطة التي تقوم بها حراسة الأراضي المقدسة في خدمة المجتمعات المحلية كتقديم الرعاية الطبية وافتتاح المدارس وإدخال وتطوير الحرف على نطاق واسع. حيث تعتبر الآن هذه الحرف أساسية للتراث الثقافي الفلسطيني.
يسترجع متحف الأراضي المقدسة هذا التاريخ من خلال تقديم العديد من القطع التاريخية والفنية في قسمه التاريخي المستقبلي والتي ستشهد على العادات والحياة اليومية المحلية على مر القرون.
–
الفرمان
يحتوي متحف الأراضي المقدسة على العديد من الوثائق القانونية الرسمية التي سيتم عرض بعضها لأهميتها من الناحية التاريخية (الفرمانات هي عباره عن معادلة لمرسوم صادر عن حكام البلدان الخاضعة للشريعة الإسلامية). تعتبر التنازلات نوعًا خاصًا من العقود المبرمة بين الإمبراطورية العثمانية والقوى الأوروبية (خاصة فرنسا)، والتي ساعدت على تحسين الوضع وحماية المسيحيين (السكان المحليين أو الحجاج) داخل الإمبراطورية. لا تشهد هذه الوثائق على العلاقات بين الحراسة والسلطات المحلية فحسب، بل إنها قبل كل شيء شهادة ثمينة على تاريخ وجود الفرنسيسكان في الأراضي المقدسة بالإضافة إلى أنشطة الآباء في مختلف مقدسات فلسطين. حيث لا تزال قيمتها القانونية معترف بها حتى يومنا هذا.[1]: تم التوقيع على الاستسلام عام 1673. وهو يؤكد على وجه الخصوص الممتلكات التي يملكها الفرنسيسكان في القدس وخاصة في كنيسة القيامة، ويسمح لهم بإنتاج النبيذ أو حتى ضمان دفع الضريبة لمرة واحدة فقط. [2]: فرمان يؤكد على الوجود الطويل الأمد للفرنسيسكان في الناصرة، 1627.
الصيدلة
بالإضافة إلى الحرف اليدوية، يعمل الآباء أيضًا في علاج المرضى. تُظهر العديد من الصور الأرشيفية للصيدلية القديمة في دير المخلص بالإضافة إلى الآباء الذين يقدمون الرعاية للمجتمعات المحلية. سيتم عرضها جنبًا إلى جنب مع مجموعة غنية من أكثر من أربعمائة مزهرية وأواني طبية مصنوعة من الخزف من القرن الثامن عشر، في سينوغرافيا غامرة تقدم إعادة بناء تاريخية للصيدلية. والأكثر إثارة للدهشة، أنه سيتم أيضًا تقديم ملقط إفخارستي يستخدم لتقديم القربان لمرضى الطاعون.الطباعة
أقامت حراسة الأراضي المقدسة في مبانيها في القرن التاسع عشر مطبعة اكتسبت الأحرف العربية والعبرية واللاتينية واليونانية والقبطية والأرمنية. تكشف من خلال مطبوعاتها العديد من جوانب حياة سكان القدس في القرن التاسع عشر. يتم طباعة جميع أنواع الكتب هناك: أول كتاب طُبع عام 1847 كان كتاب للتعليم المسيحي باللغتين العربية والإيطالية، ولكن فيما بعد تراوحت مطبوعاتها كقوائم المطاعم والأدلة السياحية وبطاقات العمل. كما تذكر السجلات طبعات المصاحف وجداول رمضان لشيوخ مساجد القدس التي تصدر أحياناً بالمجان!الأيقونات
فن الأيقونة عنصر أساسي في فن المجتمعات المسيحية الشرقية. تضم الحراسة مجموعة كبيرة من الأيقونات من المدارس القبطية واليونانية والروسية، وأيضًا من المدرسة العربية. على سبيل المثال، هذه الأيقونة الكبيرة بطول مترين تقريبًا! تتكون من العديد من المشاهد من العهد الجديد، وقد تم إنتاجها في القدس عام 1890.سجل الأسرار
وثيقة أخرى تشهد على ثراء تاريخ المسيحيين في الاراضي المقدسة هو سجل الأسرار المقدسة في بيت لحم حيث يتم تسجيل المعمودية. يعتبر هذا السجل شهادة تاريخية لحياة الرعية وبشكل أكبر لحياة الجماعة المسيحية في فلسطين. يأخذ هذا النوع من السجلات وظيفة استخراج شهادة الميلاد لكل من أبناء الرعية المسجلين، في نظر الأنظمة السياسية المختلفة التي تواجدت على مر القرون. في الوقت الحاضر، تحافظ هذه الوثائق على أهميتها وقيمتها التاريخية في الأراضي المقدسة على عكس الدول الأوروبية التي لا تزال حقوق الأفراد من مسؤولية المؤسسات الدينية.صياغة الذهب
ميزت دول الشرق الأوسط منذ العصور الوسطى في فن المعدن، على سبيل المثال من خلال صاغة النحاس السورين في القرن الثالث عشر. استمر هذا الفن المعدني حتى يومنا هذا حيث تشتمل مجموعات الفرنسيسكان في الاراضي المقدسة على قطع رئيسية بزخارف تخريميه من القرن السابع عشر. سيقدم المتحف مبخرة بيضاوية الشكل ترتكز على ثلاث أرجل منحنية مزينة بأوراق الشجر من الحقبة الباروكية مع صينيه دائرية كبيرة. يأخذ شكل هذه المجموعة نموذجًا شائعًا في الإمبراطورية العثمانية. تعد المبخرة المصنوعة أيضًا من الفضة، مثيرة ًللاهتمام بشكل خاص لتصميمها المزخرف. قد تكون قطعة صنعها صاغه أرمن كانوا يعملون في مصر خلال الحكم العثماني. لا يزال الفرنسيسكان يستخدمون هذه المبخرة في يوم الجمعة العظيمة في كنيسة القيامة.أغطية الرأس والمجوهرات الفلسطينية
أخيرًا، تم إثراء المتحف مؤخرًا بمجموعة نادرة من أغطية الرأس والمجوهرات الفلسطينية، والتي تشهد بشكل خاص على العادات المتعلقة بالزواج. هذا النوع من غطاء الرأس، على وجه الخصوص يقدم للعروس في يوم زفافها من قبل الشيخ. أنتجته نساء مسيحيات في بيت لحم، ثم ارتدتهن في الغالب نساء مسلمات من الخليل. قد يكون من 4 إلى 5 كغم من الفضة ضروريًا لإنتاجها. اليوم يوجد اثنتا عشرة نسخة فقط محفوظة في مجموعات المتاحف حول العالم، بما في ذلك واحدة في متحف الأراضي المقدسة.عرق اللؤلؤ
قدم الفرنسيسكان عمل الصدف في نهاية القرن السادس عشر، ولا سيما في بيت لحم. أتاحت هذه الحرفة توفير فرص عمل للعديد من المسيحيين في الأراضي المقدسة وتطوير تجارة واسعة النطاق في الأماكن المقدسة. لا يزال إنتاج المقتنيات والنماذج وقطع الأثاث الصغيرة وتذكارات الحج حتى يومنا هذا ويتم تعريفها على أنها روائع حقيقية بسبب براعة تنفيذها. تم إنتاج هذا النموذج للقبر المقدس (من خشب الزيتون وعرق اللؤلؤ والعاج وخشب الأبنوس) في دير فرنسيسكاني في القدس أو بيت لحم. وهي تشهد على الشكل الذي كان عليه المبنى قبل حريق عام 1808. وهناك مثال مشابه أيضًا في قصر فرساي في فرنسا، وهو دليل على نجاح وشهرة هذا النوع من القطع في القرن السابع عشر.يعتبر وعاء الذخائر هذا المصنوع من خشب الزيتون وعرق اللؤلؤ (القرن السادس عشر أو السابع عشر) أحد أقدم القطع في مجموعتنا التي تتميز بزخرفة من الورديات والصلبان الصغيرة. يظهر في قاعدته موضوع “الانسجام الفرنسيسكاني”، شعار رهبنة الآباء الأصاغر.
تُرجم من اللغة الفرنسية من قبل الآنسة ديما مسلَّم –